اتعرف تلك الفتاة التي كانت تصدق كل كلمة تقولها
تلك التي كان تطير خلفك محلقة في فضاء احلامك
تلك التي نسجت لها من الحب بيتا وطبقا وثوبا
تلك الفتاة التي عاشت فيك الحب حلما طائرا
هي نفسها تلك التي لم تعد تحب فيك شيئا
هي نفسها التي قتلت حبكما عندما أرادت ان تعيش الواقع فيه
واكتشفت معك ان الحب حلما اذا ارتطم بالواقع فقد تحطم وتدمر
نعم وهذا ما حصل بسببها...فقد ملت من حكايات الاميرات والقلاع والشعر الطويل...أصبح فضاؤك يخنقها واحلامك تشعرها بالبؤس... فلم تشفع لها عندك تلك السنين التي امضتها كحقيقة وحيده في كل اوهامك... لم تشفع لها تلك البراءة وتلك الضحكات... وانت لم يشفع لك عندها شئ... فأنت لست بحاجة للشفاعه... لأنك لاتخطئ... فعالم الأحلام به كل شئ مباح حتى الخطأ والظلم حتى الشك مباح... في عالمك انت لا مجال للخطأ... فأنت إله كونك الصغير الموجود هناك في زاوية عقلك لا أكثر... وكانت تلك الفتاة دخيلة... لعالم لاتدخله النساء... اخذت حصتها من الألم هناك لا أكثر... فالاحلام الجميله كثيرا ما تختمها الكوابيس... حذفتك من حياتها في لحظة يقظه... مسحت جميع الأرقام والرسائل وحتى العناوين... خرجت من عالمك باعجوبه... لا لأنها كرهتك... فأنت في الحلم أجمل وأصدق وأروع... ولكن بغبائها شدتك إلى الواقع... فوجدت شخصا اخر هي لا تعرفه ولن تحببه يوما... فالواقع صادم حتى مع من نحب... ارجعتك إلى تلك المدينه الورديه في زاوية عقلك... ورجعت هي لتعيش الواقع بجمييع كوابيسه... تلك الفتاة تحلم احيانا وتشتاق احيانا لمدينتك الورديه وتحب فقط الاطمئنان عليك من بعيد... فاكتشفت انك قد اغلقت كل الطرق المؤدية لتلك الزاويه...فعادت ادراجها ولكن بدون خيبات... فقد سمعت وراء تلك الأبواب صوتا انثويا اخر... فرحلت باطمئنان...